محمد شعلالي: يكشف لـ “الهدّاف“: “بن شيخة مدرب رائع، لديه شخصية، لا يتعامل بالعواطف ولا أعتقد أنه سيستدعيني إلا إذا استحققت ذلك”i

هو أحد الوجود الصاعدة في سماء الكرة الجزائرية، لاعب المنتخب الأولمبي محمد شعلالي حقق بداية لافتة مع ناديه الجديد بانونيوس بعد أن اختير من طرف الصحافة المحلية أفضل لاعب في المباراة الأخيرة أمام سالونيك,,,

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
“اُخترت رجل المباراة أمام سالونيك، الجمهور تبنّاني بسرعة وأسعى للتأكيد هذا السبت أمام باناتينايكوس”
“الصحافة اليونانية مُهتمّة بعلاقتي الأخوية مع جبور، هو نجم هنا وسعيد لتعيين بن شيخة الذي يذكره منذ أن درّبه مع الآمال”
وهو يسعى لفرض نفسه أكثر حتى يدقّ أبواب المنتخب الأول مع المدرب بن شيخة الذي تجمعه به علاقة مميّزة للغاية، وهي العلاقة التي يراها مبرّرا لدعوته مادام أنه مقتنع أن مدرّبه السابق سيستدعيه.
نبدأ من المباراة الأخيرة لك مع ناديك “بانونيوس“ التي عرفت أول مشاركة لك أساسيا بعد دخولك في المباراة السابقة بديلا، كيف سارت الأمور؟
الحمد لله، لقد سارت على أحسن ما يرام، المدرب وضع في ثقته وأشركني أساسيا في التشكيلة التي واجهت فريق “سالونيك“، ولقد قدّمت أداء طيّبا بشهادة الصحافة اليونانية التي اختارتني رجل المباراة.
هي بداية أكثر من مُشجّعة خاصة أن المنافس ليس سهلا؟
أكيد، “أريك سالونيك“ فاز قبل أيام فقط من مواجهتنا في “أوربا ليغ“ على حامل اللقب أتلتيكو مدريد بثلاثية كاملة، والتألق أمامه واختياري أفضل لاعب في المباراة من طرف الصحافة في أول مشاركة لي أساسيا، أمر مشجّع للغاية.
رغم أنك لم تكمل المباراة حتى النهاية، فهل كان ذلك خيارا تكتيكيا؟
بل كان نتيجة الإرهاق الذي نال مني عقب المجهودات الكبيرة التي بذلتها، فلقد ركضت كثيرا خلال المباراة وشعرت بالتعب في النهاية الأمر الذي دفع المدرب لتغيري، كانت بقيت عشر دقائق فقط ولم يكن هذا مشكلا، المهم أني أديت دوري على أكمل وجه وحصلت على إشادة واسعة من الجمهور الذي صفق لي، ومن الصحافة التي اهتمت بأدائي الجيّد أمام “سالونيك“.
يبدو أن الجمهور تبنّاك بسرعة؟
صحيح، بدليل أني حظيت بتصفيقات حارّة من الأنصار بعد خروجي، وحتى أنهم هتفوا باسمي أيضا.
ماذا قال لك مدرّبك بعد المباراة؟
لقد قالي لي بأنه لم يتفاجأ تماما للأداء الذي قدّمته، ربما الجمهور والصحافة تفاجؤوا على عكسه هو، لأنه بات يعرف قدراتي جيدا الآن، لقد عبّر لي عن رضاه عمّا قدمته، وهو ما سيكون لي حافزا للتألق أكثر في المباريات المقبلة، بداية بالمباراة القوية والهامة جدا التي تنتظرنا السبت المقبل أمام نادي “باناتينايكوس“ القوي.
هل تعتقد أنك حجزت مكانتك أساسيا؟ وهل ستكون أساسيا في مباراة “باناتينايكوس“؟
لست أدري، المنطق يقول ذلك بعد الإشادة التي حظيت بها من الجمهور والصحافة، أتمنى أن تجدّد في الثقة لألعب وأسجّل هذه المرة، لكن القرار الأخير يعود للمدرب. سأكون سعيدا لو يضع ثقته بي لكن لن أنزعج إذا قرر العكس، سأحترم قرارته وسأكون رهن إشارته للمشاركة ولو في الفترة الأخيرة من المباراة.
ماذا كتبت الصحافة عنك؟ وهل صحيح أنها قارنتك بـ رفيق جبور؟
بعد كل مباراة تختار الصحافة اليونانية أفضل وأسوأ لاعب في المباراة، والحمد لله لقب أفضل لاعب عاد لي، كما أجريت حوارا صحفيا تحدثت فيه عني بدايتي هذه، عن الجزائر وعن المنتخب وعلاقتي بـ رفيق جبور أيضا. وعلى ذكر صديقي وأخي رفيق وبالعودة لسؤالك، أقول إن الصحافة المحلية قارنت فعلا بيني وبينه لكن ليس بطريقة اللعب، وإنما لنوعية البداية التي كانت لي مع “بانونيوس“، حيث يرون أني مرشّح لتحقيق النجاحات نفسها التي حققها رفيق عند وصوله هو الآخر لهذا النادي. لقد قالوا إن الأنصار سيكونون سعداء لو أحقق معهم نفس انجازات رفيق لمّا احترف مع “بانونيوس“، كما أن الصحافة اليونانية تركز أيضا على علاقتي بـ رفيق وكيف نلتقي دائما، ويسموننا أبناء العمّ الجزائريين، وهذا مصدر فخر بالنسبة لي.
هل اتصل جبور بك بعد المباراة؟
نحن دائما معا وأمس (الحوار جري عشية أمس) تناولنا العشاء سويا وهو الذي ترجم وشرح لي ما كتبته الصحافة اليونانية عني. الحقيقة تقال إن رفيق لم يتأخر عني يوما، دائما أجده بجانبي في أيّ طلب أطلبه، إنه مثل شقيقي الأكبر وأنا لا أجد الكلمات لأشكره على كلّ المساعدة والثقة التي يمنحها لي هنا.
جبور يوجد في أفضل حالاته هو أيضا، ونتصوّر أنه بات نجما هناكـ؟
أكيد، إنه يحرز الهدف تلو الآخر وسجل في المباراة الأخيرة ، هو في أفضل مستواه ولياقته عالية جدا، رفيق محبوب جدا هنا في اليونان ويقدّرون موهبته الكبيرة، إنه نجم بالفعل، وبعيدا عن الميادين هو رجل رائع، وهذا ما اكتشفته من خلال وجودي معه في اليونان.
ماذا بالنسبة لبقية الجزائريين المحترفين في الدوري اليوناني وعددهم ليس قليلا، هل أنت على اتصال بهم؟
هناك جمال (يقصد عبدون)، وهو ليس بالشخص الغريب عليّ لأننا ننحدر من نفس المنطقة بباريس (مونتروي)، وهو يعرفني معرفة شخصية ويعرف إخوتي وأفراد عائلتي، لحدّ الآن لم أحصل على رقم هاتفه وسأسعى لذلك لأتصل به في أقرب فرصة. هناك أيضا كريم سلطاني الذي أعرفه جيّدا منذ أن كنا سويا في نادي لوهافر، هو كان لاعبا في الفريق الاحتياطي ويشارك في بطولة “CFA“ في الوقت الذي كنت أنا لاعبا في فريق أقل من 17 سنة في النادي نفسه. كنا نتفاهم جيدا منذ ذلك الوقت وربطتنا علاقة صداقة. الأخوة دائما موجودة بيننا نحن الجزائريين.
كلّ هؤلاء اللاعبين يجتمعون في نقطة أنهم كجزائريين لم يتمكنوا من فرض أنفسهم في الدوري الفرنسي ووجدوا ضالتهم خارجه، وأنت مثال آخر مادام أنك وجدت صعوبات كبيرة لتفرض نفسك في “شاتورو“، وها أنت الآن في طريق التألق...
(يقاطع)... سأضطر لمقاطعتك، الأمر ليس مطروحا بالنسبة لي، أنا لم أفشل في فرض نفسي في “شاتورو“، الإصابة هي التي حرمتني من ذلك، الأمر لم يكن سهلا بالنسبة لي وأنا الذي غبت قرابة خمسة أشهر بسببها، لولا ذلك لكنت عنصرا أساسيا في الفريق، والرئيس والمدرب الحالي يدركان ذلك.
قلت منذ قليل إنك تحدّثت للصحافة اليونانية عن المنتخب الجزائري، ماذا قلت لها؟
أبرزت لها أهمية حمل الألوان الوطنية بالنسبة لي وكيف أن شعورا قويا ينتابني عندما أحمل القميص الوطني، وهو الشعور الذي لا أرى أفضل منه في حياتي. في كل مرّة أصل لتربص المنتخب أشعر نفسي أحيا من جديد، المنتخب كان دائما مصدر فخر بالنسبة لي.
أكيد أنك سمعت بتعيين بن شيخة مدربا للمنتخب الأول، كيف استقبلت الخبر؟
الأمر لم يكن مفاجئا بالنسبة لي، بمجرّد أن علمت باستقالة سعدان قلت في رأسي أكيد أن بن شيخة سيكون خليفته، وبحكم تعاملي معه في المنتخب الأولمبي يمكنني أن أؤكد لكم أنه مدرب رائع ولديه الشخصية و”الكاريزما“ لتولي هذه المهمة.
هل تحدثت معه؟
نعم اتصل بي قبل أسبوع لكننا لم نطل كثيرا في الحديث لأني كنت مرتبطا بالمباراة التي سبقت مباراة “سالونيك“، لكني أرسلت له رسالة قصيرة هنأته بهذا المنصب الذي يستحقه فعلا.
أنت تعرف بن شيخة جيّدا عكس صديقك جبور الذي لا يعرفه ونتصوّر أنه سألك عنه وتحدثتما عنه؟
صحيح أن جبور لا يعرف بن شيخة جيدا، لكن الطريف أنه يعرفه قبلي لأنه كما كشف لي هو يتذكره لمّا تعامل معه في منتخب الآمال سابقا، ولو أنه لم يستمرّ معه طويلا، وهو سعيد جدا بتوليه تدريب المنتخب وأعتقد أن الجميع يشاطره الرأي لأن بن شيخة هو المدرب المناسب، لأنه بعض النظر عن كفاءته وشخصيته التي أشهد له بها، فهو مدرب جزائري ويعرف عقلية الجزائري وكيف يتعامل معه. أنا عن نفسي كنت ضد تعيين مدرب أجنبي لأنه لا يفهم العقلية والمزاج الخاص للجزائريين سوى جزائري مثلهم.
بن شيخة يقدّركـ كثيرا ونتصوّر أن تعيينه سيفتح لك باب المنتخب الأول واسعا الآن؟
بن شيخة لن يتعامل بالعاطفة، هو لن يستدعى اللاعب بمجرّد أنه يقدّره أو يحبّه، صحيح أنه كان دائما يثني عليّ لمّا ألعب جيدا لكنه لم يتردّد يوما في انتقادي في حال ما لم أكن في أحسن مستواي. وعلى كل حال الميدان هو الذي سيفصل، فإذا واصلت بنفس المنوال مع فريقي وألعب باستمرار وأحرز الأهداف، أكيد أن حظوظي ستكون كبيرة وسأتطلع للوصول للمنتخب الأول مع بن شيخة، لكن إذا تراجعت في المستوى ولم أتمكن من فرض نفسي فلا أتصوّر أني سأصل.
المنتخب الأولمبي عرف هو الآخر تغييرا مع تعيين المدرب عز الدين آيت جودي، وتنتظره مباراة أمام قطر يوم 12 أكتوبر المقبل، هل أنت جاهز؟
أنا على علم بهذا التغيير، وسأكون حاضرا وسعيدا بالتواجد مع المنتخب الأولمبي ولن أتأخر في تلبية الدعوة في حال ما وضع فيّ المدرب الجديد ثقته.